تدخين السجائر الإلكترونية بشكل يومي يتجاوز تدخين الشيشة لأول مرة منذ 2019

ويبلغ اجمالي نسبة ارتفاع تدخين السجائر الالكترونية من عام 2019 إلى 2022 ما يقارب 190%.



تجاوزت نسبة المدخنين للسجائر الإلكترونية "بشكل يومي" في المملكة العربية السعودية هذا العام 2022 نسبة مدخني الشيشة أو الأرجيلة بشكل يومي لأول مرة منذ عام 2019.كما أن تدخين السجائر الإلكترونية يتزايد بسرعة كبيرة حيث زاد بنسبة 52% تقريبا من عام 2019 حتى عام 2020 واستمرت الزيادة لتصل إلى 46% في عام 2021 مقارنة بعام 2020. ثم في عام 2022 بلغت نسبة الزيادة عن العام السابق 30% تقريبا. ويبلغ اجمالي نسبة ارتفاع تدخين السجائر الالكترونية بشكل يومي من عام 2019 إلى 2022 ما يقارب 190%. ومن المتوقع أن تستمر هذه النسب في الزيادة في الأعوام القادمة.

ومن المثير للإهتمام هو انخفاض تدخين السجائر التقليدية بشكل يومي من 12.9% في عام 2019 وحتى 11.3 في عام 2022 أي بنسبة كلية 12% تقريبا خلال الأعوام الثلاثة.

ويأتي التساؤل هل زيادة تدخين السجائر الإلكترونية واستبدال السجائر التقليدية بها أمر جيد أم سيئ. وهنا يجب أن نعود للأساسيات العلمية. نظريا ومنطقيا فإن استبدال التدخين التقليدي بالسجائر الإلكترونية يعتبر أقل ضررا لأسباب سيتم سردها في نهاية هذا المقال، وتوجد الكثير من الأبحاث التي تثبت تقليل الضرر للسجائر الإلكترونية ولكن علميا توجد مدارس فكرية ترفض رفضا تام أي نوع من التدخين وترفض أي ابتكار فيه بغرض تقليل الضرر وسيستمر هذا الصراع لفترات طويلة في المستقبل.( لنتذكر الصراع بين السلطة العلمية والفكر التخطيئي )

وفي دراسة قام خبرائنا في شركة IDM بتلخيصها أدناه نشرت في ٢ اكتوبر ٢٠١٧. في مجلة
BMJ TOBACCO CONTROL
المجلة أعرق مجلة في مجال الصحة العامة ولها فضل كبير في تحفيز البراهين العلمية لمكافحة التدخين وأغلب القوانين العالمية الحالية استندت على دراسات نشرت في هذه المجلة.

١- طريقة البحث

الدراسة المذكورة قامت بعمل نموذج إحصائي مبني على ال
Status Quo Analysis
وهي عن توقع ماسيحدث مستقبلا في حال ترك كل شي على حاله وكأن السيجارة الإلكترونية لا تستخدم أبدا ومن ثم مقارنتها بنموذج بديل تستبدل فيه السجائر التقليدية بشكل
كامل بالسجائر الإلكترونية.

لتحسين دقة التوقع للنماذج الإحصائية تم استخدامها في البداية لتوقع الفترة مابين ١٩٦٥ الى ٢٠١٢ في أمريكا. ومن ثم تم تطبيق النموذج لتوقع الوضع مابين ٢٠١٦ الى ٢١٠٠.

عند استخدام النموذج البديل الذي يستبدل السجائر بالسجائر الإلكترونية تم الإعتماد على مبدأ
Harm reduction
تقليل الضرر. وذلك بتقسيم أضرار السجائر الإلكترونية إلى صنفين أضرار متفائلة (قليلة) وأضرار متشائمة.
المتفائلة استخدمت لقياس الضرر الادنى
والمتشائمة استخدمت لقياس الضرر الأعلى.

٢- النتائج
توقع النموذج الأول بوجود السجائر الحقيقية أن يصل عدد الوفيات المبكرة إلى ٤٧٠ ألف وفاة مابين ٢٠١٦ إلى ٢٠٢٦ بسبب التدخين.
مقارنة ب٣٨٠ ألف وفاة في النموذج البديل المتفائل (السجائر الإلكترونية)
أو ٤٥٦ ألف وفاة في النموذج البديل المتشائم (السجائر الإلكترونية).

وقد يحفظ النموذج المتفائل ٦.٥ مليون حياة مابين ٢٠١٦ الى ٢١٠٠
بينما توقع النموذج المتشائم ١.٦ مليون حياة يحافظ عليها في حال استبدال السجائر كليا بالسجائر الإلكترونية في عام ٢١٠٠.

تحليل علمي من خبراء (شركة دعم القرار للبحوث والدراسات IDM) ممن لديهم خبرة أكثر من 10 سنوات في أبحاث التدخين والتبغ
من أهم عوامل الخطورة في السجائر هو منتجات عملية الإحتراق الذي يحدث عند درجات حرارة عالية تصل إلى ٨٠٠ درجة مئوية تطلق هذه الحرارة مكونات ضارة مثل القطران وهي المسببات الأكبر للسرطان وأضرار التدخين بشكل عام.

أي نوع من استنشاق دخان احتراق على هذه الدرجة من الحرارة ضار جدا للإنسان. ومن هنا ينطلق مبدأ تقليل الضرر وهو يعتمد على تقليل فرص التعرض للضرر. على سبيل المثال تدخين ٤ سجائر في اليوم يعتقد أنه أفضل من تدخين ٢٠ سيجارة مثلا.

في حال السيجارة الإلكترونية تم التخلص تماما من ناتج الإحتراق وتبقى بعض المواد السامة المضافة والتي من الممكن التحكم بها صناعيا مستقبلا. ولذلك وجدت الدراسات أن المواد الكيميائية في السجائر الإلكترونية أقل عدد وضرر منها في السجائر الحقيقية.

وعلى ذلك اعتمدت هذه الدراسة على مبدأ تقليل الضرر المثبت بغياب ناتج الإحتراق وقلة المركبات الكيميائية الآخرى لتخمين الفرق الذي سيحدث لو استبدلت السجائر بالتدخين الإلكتروني.

وتجدر الإشارة أن النتائج التخمينية بالرغم من جودة النموذج الإحصائي وتجربته على توقع فترة زمنية معروفة بشكل جيد. إلا أن الواقع الحقيقي قد يحدث مابين النموذج المتفائل والمتشائم فقط في حال لم تتغير العوامل الآخرى التي استند عليها النموذج مستقبلا.

هذا النوع من الدراسات لا يعتبر في ذاته برهان علمي قوي. ولا تتخذ عليه قرارات مصيرية في العادة. ومع ذلك مبدأ تقليل الضرر بإستبدال السجائر الحقيقية بالسجائر الإلكترونية يستند على براهين علمية جيدة وفي إزدياد. وإمكانيته في تقليل مضاعفات التدخين على المدى القصير والطويل جيدة وتستحق التبني.

مايعيب السيجارة الإلكترونية أنه في حال حصول القاصرين عليها قد تكون مدخل للتدخين الحقيقي وإدمان النيكوتين الذي في ذاته ليس ذو ضرر كبير. ولكن تخشى المدرسة العلمية المتحفظه أن يتحول مدخني السجائر الالكترونية إلى السجائر التقليدية وهذه النظرية قد تكون بحاجة لإثبات في مجتمعات مختلفة.